كشفت شركة "اوكلا" الأمريكية في احدث تقرير لها لسرعة الانترنات الثابتة لشهر أوت 2024، عن تميز الإمارات العربية المتحدة بأسرع سرعة متوسطة للإنترنت الثابت عالي السرعة في العالم، حيث بلغت 297.62 ميغابت في الثانية.
تأتي سنغافورة في المرتبة الثانية بسرعة 297.57 ميغابت في الثانية، تليها هونغ كونغ في المركز الثالث بسرعة 280.00 ميغابت في الثانية. ويكمل كل من تشيلي والولايات المتحدة المراكز الخمسة الأولى بسرعات بلغت 265.62 ميغابت في الثانية و242.27 ميغابت في الثانية على التوالي.
بعض الدول العربية لا تزال تُكابد في مجال الاتصال
في العالم العربي، بعد الإمارات العربية المتحدة، تبرز قطر بسرعة اتصال عالية في الإنترنات الثابت، حيث تحتل المركز 23 بسرعة 173.33 ميغابت في الثانية. تأتي الأردن في المرتبة 33 بسرعة 150.88 ميغابت في الثانية، بينما تحتل السعودية المركز 45 بسرعة 112.24 ميغابت في الثانية، والبحرين في المرتبة 64 بسرعة 84.66 ميغابت في الثانية.
بعد ذلك، تحتل مصر المرتبة 73 بسرعة 76.48 ميغابت في الثانية، تليها عُمان في المرتبة 75 بسرعة 72.64 ميغابت في الثانية. أما المغرب، فيحتل المرتبة 123 في تصنيف الإنترنات الثابت بسرعات وصلت إلى 29.57 ميغابت في الثانية.
وضع تونس
تونس تقدمت بمركز واحد مقارنة بشهر جويلية، حيث احتلت المرتبة 152 من أصل 161 دولة بسرعة إنترنات ثابتة متوسطة بلغت 10.58 ميغابت في الثانية. أما في فئة الإنترنات المتنقل، فاحتلت تونس المرتبة 90 بسرعة 26.53 ميغابت في الثانية.
هذا يُظهر أن هذه الدول لا تزال تواجه صعوبات في مجال الاتصال بالإنترنت عالي السرعة، وتبقى دون المعدل مقارنة بالدول العربية الأخرى التي تحتل مراكز أعلى في التصنيف.
ورغم ان تونس تعد من الدول التي شهدت تطورًا ملحوظًا في مجال الإنترنت خلال السنوات الأخيرة، إلا أن تقرير شركة "أوكلا" (Ookla) الأمريكية، المتخصصة في قياس سرعات الإنترنات حول العالم، يسلّط الضوء على ترتيب تونس بالنسبة لسرعة الإنترنات مقارنة بالدول الأخرى.
وفقًا لآخر التقارير الصادرة عن شركة "أوكلا" لمؤشر "Speedtest Global Index" ، الذي يعتمد على بيانات من ملايين المستخدمين حول العالم، تحتل تونس مرتبة متفاوتة في سرعات الإنترنت الثابتة والإنترنت المتنقل (شبكات الجيل الرابع والخامس).
سرعة الإنترنت الثابتة (Fixed Broadband)
تُظهر البيانات أن تونس تحتل مرتبة متأخرة نسبيًا على مستوى العالم في هذا المجال. ورغم الجهود المبذولة من السلطات لتحسين البنية التحتية لشبكات الألياف الضوئية، فإن سرعة الإنترنت الثابتة تبقى أقل من المعدلات العالمية.
وتُعزى هذه المرتبة المتواضعة إلى عدة عوامل، منها تأخر تحديث البنية التحتية في بعض المناطق، إضافة إلى الضغط الكبير على الشبكات القائمة، خاصة في المناطق الحضرية.
بالنسبة لسرعة الإنترنات عبر الهواتف المحمولة، تُظهر تقارير "أوكلا" أن تونس حققت تحسنًا طفيفًا، لكنها لا تزال متأخرة عن العديد من الدول في المنطقة والعالم.
ويعود هذا التقدم المحدود إلى الانتشار المتزايد لشبكات الجيل الرابع (4G)، إلا أن تغطية الجيل الخامس (5G) لا تزال محدودة أو غير متوفرة في عدة مناطق، مما يؤثر على ترتيب تونس العام في هذا المؤشر.
عوامل مؤثرة في ترتيب تونس
هناك عدة عوامل تؤثر على ترتيب تونس في تصنيف "أوكلا" لسرعات الإنترنات، ابرزها البنية التحتية حيث لا تزال تونس تعاني من نقص في البنية التحتية الحديثة للاتصالات، خاصة في المناطق النائية والريفية. ويؤثر هذا بشكل كبير على سرعة الإنترنت وجودته.
تعتمد تونس بشكل كبير على شبكات الجيل الرابع (4G)، بينما لا تزال تقنية الجيل الخامس (5G) في مراحلها الأولى أو غير متاحة في بعض المناطق. هذا التأخر في اعتماد تقنيات الجيل الجديد يعيق تحسين سرعات الإنترنت.
أحد العوامل التي قد تؤثر على تحسن سرعات الإنترنات هو قلة التنافسية بين مزودي خدمات الإنترنات، مما يؤدي إلى قلة الابتكار والاستثمار في تحسين الخدمات.
جهود التحسين
تسعى الحكومة التونسية والجهات الفاعلة في قطاع الاتصالات إلى تحسين ترتيب البلاد على مستوى سرعات الإنترنات من خلال توسيع شبكات الألياف الضوئية، هناك خطط لتوسيع شبكات الألياف الضوئية لتشمل المزيد من المناطق، وهو ما سيساعد على تحسين سرعات الإنترنات الثابتة.
كما تُجري تونس حاليًا تجارب على شبكات الجيل الخامس (5G)، ومن المتوقع أن يتم نشر هذه التقنية تدريجيًا في السنوات القادمة.
على الرغم من التحسن التدريجي في سرعات الإنترنات في تونس، إلا أن البلاد لا تزال تواجه تحديات كبيرة لتحسين ترتيبها في التقارير العالمية مثل تقرير "أوكلا". يتطلب تحسين هذا الترتيب استثمارات كبيرة في البنية التحتية، بالإضافة إلى زيادة التنافسية وتبني أحدث التقنيات مثل الجيل الخامس (5G).
* سفيان. م