أدى رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، اليمين الدستورية في جلسة عامة بقصر باردو، بحضور الغرفتين البرلمانيتين اليوم الاثنين 21 أكتوبر 2024. وأكد سعيد خلال كلمته أن النقاش حول مصالح الوطن غير مقبول، مشددًا على أنه لا مكان للخونة والعملاء في تونس.
وأشار سعيد إلى التحديات المقبلة، مؤكدًا على أهمية التصدي للإرهاب، ومشيدًا بمجهودات القوات المسلحة العسكرية والأمنية في هذا الصدد. وأضاف: "قلبنا من حديد ونارنا لغاء"، في إشارة إلى التضحيات التي تقدمها هذه القوات.
كما تناول الرئيس قضية الفساد، مؤكدًا على عدم التراجع عن المحاسبة. وأوضح أن أبواب الصلح الجزائي قد تفتح مجددًا، شريطة إعادة الأموال المنهوبة بالكامل. وأكد أن القضاء هو الجهة الوحيدة التي ستفصل في من ارتكب الجرائم.
وأشار سعيد إلى أن تحقيق الأهداف الاقتصادية ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن من خلال العمل الجاد، مستشهدًا بمقولة: "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا". ولفت إلى أهمية تطوير نموذج تنمية يحدده الشعب نفسه، مشددًا على أن الفقراء هم من يحددون مسار التاريخ.
ودعا الرئيس إلى مكافحة "الاقتصاد الريعي" الذي يزيد من ثراء الأغنياء ويعمق معاناة الفقراء. كما انتقد البيانات الاقتصادية السابقة، مشيرًا إلى أن الأرقام المتعلقة بنسب النمو كانت مغلوطة، مما ساهم في اندلاع الثورة في تونس.
وتحدث سعيد عن التحديات الأخرى، بما في ذلك ضرورة الحفاظ على المؤسسات العمومية بعد تطهيرها من العناصر التي نهبتها. وأكد على أهمية استعادة الدولة لدورها الاجتماعي، مشيرًا إلى حقوق التعليم والنقل والصحة كجزء من حقوق الإنسان الأساسية.
كما أوضح سعيد أنه لا يستهدف المبادرة الحرة، مؤكدًا أن الدستور يضمن التعايش بين القطاعين العام والخاص. وفي ختام كلمته، شدد على أن الحرية الاقتصادية محمية، ولكنها لا تعني الفوضى أو انتهاك الحقوق.
وأكد رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، في كلمته، أنه لا يوجد مصطلح "التطبيع" بين تونس والكيان الصهيوني، مشددًا على أن التعامل مع هذا الكيان يُعد جريمة خيانة عظمى للحق الفلسطيني. وأكد أنه لن يتراجع عن هذا الموقف.
كما جدد سعيد دعم تونس المطلق للشعب الفلسطيني في سعيه لإقامة دولة حرة على كامل أراضي فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف، مبرزًا أيضًا دعم تونس غير المشروط للشعب اللبناني.
وفي سياق آخر، أشار سعيد إلى إصرار الشعب التونسي على الانتقال من حالة الإحباط إلى مرحلة العمل والبناء، مؤكدًا أن "النصر خيارنا ولن نقبل له بديلا". ولفت إلى أهمية التصدي لأي تدخل في الشؤون الداخلية، مشددًا على أن الشعب هو من يقرر مصيره. ودعا الجميع للعمل معًا لبناء مستقبل مشرق.