هددت مشتركين سابقين بالملاحقة القضائية في غضون 7 ايام : هل تواجه اتصالات تونس أزمة مالية ؟ - 24 ساعة تونس
هددت مشتركين سابقين بالملاحقة القضائية في غضون 7 ايام : هل تواجه اتصالات تونس أزمة مالية ؟

هددت مشتركين سابقين بالملاحقة القضائية في غضون 7 ايام : هل تواجه اتصالات تونس أزمة مالية ؟

 تواجه شركة "اتصالات تونس" (تيليكوم تونس)، إحدى أبرز شركات الاتصالات في تونس، انتقادات متزايدة بسبب إدارتها لعدد من الصفقات التي اعتُبرت غير ناجحة. وقد أثرت هذه الصفقات على سمعة الشركة وأدائها المالي، خاصة في مجالات التوسعات الخارجية والاستثمارات المحلية وإدارة الموارد، الامر الذي دفعها في الفترة الاخيرة الى ارسال برقيات تهديد لمواطنين تعلمهم فيها بعزمها ملاحقتهم قضائيا في حال تخلفوا عن سداد ديون لاشتراكات قديمة تعود لعقد من الزمن، بعضها مثيرة للريبة، حيث تضاعفت المبالغ الواجب سدادها، وتجاوزت 700 دينارا. واشتكى اصحاب هذه الاشتراكات القديمة من سوء الباقات المقدمة انذاك حيث تعرض المئات في تلك الفترة الى التحيل، وتم ايهامهم انهم يحصلون على خدمات الجيل الرابع في حين اتضح انها خدمات الجيل الثالث الامر الذي دفعهم الى الغاء الاشتراك ومن بينهم بعض المنخرطين في نقابة الصحفيين. 
ويعتقد ان الشركة تمر بأزمة مالية دفعها الى ارسال برقيات تهديد للمواطنين بعضها تحمل مبالغ خيالية مثيرة للريبة. 
ويعزى اتخاذ الشركة لهذه الخطوات الى سوء ادارتها في العقد الاخير حيث قامت الشركة بصفقات مشبوهة في الخارج اثرت على مردوديتها، ومن أبرز الصفقات المثيرة للجدل نجد : 

1. صفقة شراء حصة في "غوات تيليكوم" (Go Malta):
في عام 2008، استحوذت "اتصالات تونس" على 60% من أسهم شركة "غوات تيليكوم" في مالطا بقيمة تُقدّر بحوالي 200 مليون يورو. الصفقة أثارت جدلاً واسعًا بسبب ارتفاع قيمة الاستثمار مقارنة بحجم السوق المالطي الصغير، وضعف العائد الاستثماري، بالإضافة إلى مشاكل إدارية أدت إلى خسائر لاحقة. في النهاية، اضطرت الشركة إلى بيع حصتها بخسارة فادحة.  

2. التوسع في الأسواق الأفريقية:
حاولت الشركة التوسع في دول أفريقية مثل موريتانيا وكوت ديفوار، إلا أن هذه الاستثمارات لم تحقق النجاح المطلوب. ويُعزى هذا الإخفاق إلى ضعف دراسة السوق، ووجود منافسة قوية من الشركات الدولية الكبرى، وسوء الإدارة.  

3. مشاريع البنية التحتية في تونس:
أطلقت الشركة عدة مشاريع للبنية التحتية محليًا، لكنها عانت من تأخيرات كبيرة في التنفيذ، وتجاوزات في التكاليف، وعدم تحقيق العائد المتوقع، مما أثر على ميزانية الشركة بشكل سلبي.  

4. مشاكل في إدارة الموارد البشرية:
تعرضت الشركة لانتقادات بسبب التضخم في عدد الموظفين مقارنة بحجم العمل، وضعف كفاءة بعض الإدارات، ما أدى إلى تراجع الإنتاجية. كما شهدت الشركة احتجاجات واضطرابات عمالية متكررة أثرت على سير العمل.  

5. استثمارات في تقنيات قديمة: 
في بعض الحالات، استثمرت "اتصالات تونس" في تقنيات لم تكن مواكبة للتطورات السريعة في قطاع الاتصالات، ما تسبب في فقدانها لحصة من السوق المحلي لصالح المنافسين.  

تداعيات الصفقات  

- تراجع الأداء المالي: أدت الصفقات غير الناجحة إلى خسائر مالية أثقلت كاهل الشركة.  
- تآكل الثقة: فقدت الشركة ثقة العملاء والمستثمرين بسبب إدارتها لبعض المشاريع.  
- تأثير على جودة الخدمات: تدهورت جودة الخدمات مما أدى إلى استياء العملاء وتذمرهم.  

محاولات التعافي  

في السنوات الأخيرة، بدأت "اتصالات تونس" باتخاذ خطوات لتحسين أدائها، شملت إعادة هيكلة إدارتها، والتركيز على تحسين الخدمات في السوق المحلية بدلًا من التوسع غير المدروس، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مثل الـ5G لتحسين تنافسيتها.  

تُظهر الصفقات الفاشلة التي خاضتها "اتصالات تونس" أن التسرّع في اتخاذ قرارات استثمارية دون دراسة كافية للسوق قد يؤدي إلى نتائج كارثية. وعلى الرغم من محاولات الشركة للتعافي، إلا أن إرث هذه الأخطاء لا يزال يثقل كاهلها، ويؤثر على أدائها في السوق.

س. م

جهات

مشاهير ونجوم

العالم

الأكثر مشاهدة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *