تواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة في احتواء الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس، حيث تشتد المخاوف من توسع رقعة النيران مع زيادة سرعة الرياح. وقد صدرت أوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص من سكان المقاطعة، مع تقدم حريق باليساديس شرقًا نحو إنسينو وبرينتوود، حيث تعيش نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
وذكرت شبكة "سي بي إس" أن الحرائق في مختلف أنحاء منطقة لوس أنجلوس أسفرت عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى، وحرق أكثر من 60 ميلًا مربعًا، مما أدى إلى نزوح الآلاف من السكان.
وفقًا لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، قضت حرائق "باليساديس" على 23654 فدانًا، وتم احتواؤها بنسبة 11%، بينما حريق "إيتون" أتى على 14117 فدانًا وتم احتواؤه بنسبة 15%. أما حريق "كينيث" فقد أتى على 1052 فدانًا وتم احتواؤه بنسبة 90%، في حين احترق 799 فدانًا في حريق "هيرست" الذي تم احتواؤه بنسبة 76%. وتقدر تكلفة الكارثة بنحو 150 مليار دولار.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من مخاطر اندلاع حرائق مرتفعة إلى حرجة في جميع أنحاء لوس أنجلوس وفينتورا، حتى يوم الأربعاء، مع استمرار اشتداد الرياح.
تُعتبر مدينة لوس أنجلوس من بين أكثر المدن الأمريكية عرضة للحرائق الغابية، حيث تؤدي الظروف المناخية القاسية إلى تفاقم الوضع. في الآونة الأخيرة، زادت المخاوف بين السكان بسبب توقعات بقدوم رياح شرقية قوية، تُعرف باسم "رياح سانتا آنا". هذه الرياح، التي تهب من المناطق الصحراوية نحو الساحل، تُعتبر عاملًا رئيسيًا في انتشار النيران.
تتميز رياح سانتا آنا بسرعتها وقدرتها على جعل الظروف أكثر جفافًا، مما يسهل انتشار النيران. في السنوات الماضية، شهدت لوس أنجلوس حرائق مدمرة أدت إلى فقدان الأرواح والمنازل، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية السلبية. ومع اقتراب فصل الخريف، الذي يُعرف بارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأرض، زادت المخاوف من أن هذه الرياح قد تؤجج النيران المندلعة بالفعل.
تتجلى هذه المخاوف بشكل خاص في أحياء لوس أنجلوس التي تقع قرب الغابات والجبال. حيث يشعر السكان بالقلق من أن الرياح قد تساعد في نقل الشرارة من مناطق الحريق الحالية إلى الأحياء السكنية، مما يهدد سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم. وقد عبر العديد من المواطنين عن قلقهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددين على أهمية الاستعداد لمواجهة أي طارئ.
في مواجهة هذه التحديات، تقوم السلطات المحلية بتعزيز جهودها في مكافحة الحرائق. حيث يعمل رجال الإطفاء على تجهيز معداتهم وتقديم التعليمات للسكان حول كيفية التصرف في حالة اقتراب الحرائق. كما يتم إرسال تحذيرات مبكرة للسكان عبر الرسائل النصية ووسائل الإعلام لضمان جاهزيتهم.
على الرغم من الجهود المبذولة، يبقى القلق قائمًا. إذ أن تغير المناخ وزيادة درجات الحرارة تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم هذه الظواهر. ومن المتوقع أن تستمر رياح سانتا آنا في التأثير على المنطقة، مما يجعل من الضروري أن يكون لدى السكان خطط طوارئ واضحة.
باختصار، تُعتبر رياح سانتا آنا مصدر قلق كبير لسكان لوس أنجلوس، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحرائق المندلعة. ومع تزايد المخاطر، تبقى الحاجة ماسة للتنسيق بين السلطات المحلية والمجتمعات لضمان سلامة الجميع في مواجهة هذا التحدي البيئي.