اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السفر بمسار أطول من المعتاد، يربو على 400 كيلومتر، من العاصمة المجرية بودابست إلى العاصمة الأميركية واشنطن، لتفادي التحليق فوق دول يُتوقع أن تنفذ مذكرة توقيف صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، جاء هذا الإجراء الاحترازي لتجنب خطر الهبوط الاضطراري في دول مثل أيرلندا وآيسلندا وهولندا، والتي قد تلتزم بتنفيذ أمر التوقيف الدولي الصادر عن المحكمة في لاهاي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرحلة تمت مباشرة من بودابست إلى واشنطن، حيث كان من المقرر عقد اجتماع عاجل بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. ومرت الطائرة فوق كرواتيا وإيطاليا وفرنسا، وهو مسار مشابه للرحلات السابقة التي سلكها نتنياهو منذ بدء الحرب، والتي كانت تتفادى أجواء الدول الأعضاء النشطة في المحكمة الجنائية الدولية.
وتأتي هذه الزيارة بصفتها الثانية لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في 20 جانفي 2025. وقد شهدت العاصمة الأميركية تظاهر عدد من الناشطين المؤيدين لإبرام اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع وصول نتنياهو.
من جهتها، أعلنت الحكومة المجرية، بالتزامن مع زيارة نتنياهو، بدء إجراءات انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية، في خطوة أثارت ردود فعل حقوقية رافضة، دعت إلى رفض استقباله أو اعتقاله تنفيذًا لمذكرة التوقيف.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في 21 نوفمبر 2024 مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.